رفيق جبور، جزائري في بلاد الإغريق
يُلَقِّبُ أنصار المنتخب الجزائري وعشاقه لاعبي الكتيبة الخضراء بثعالب الصحراء، حيث يمتاز هذا الحيوان بالحذر والدهاء والصبر، كما يصير في بعض الأحيان وحشاً كاسراً قادراً على النيل من أقوى الخصوم. وتنطبق مواصفات ثعلب الصحراء أو الفنك تماما على المهاجم الدولي الجزائري رفيق جبور، إذ يتسم ببرودة الدم، ويحسن التموضع داخل الملعب، ويصطاد الأهداف كالطرائد نهاية كل أسبوع مع فريقه الحالي أوليمبياكوس اليوناني، حيث أضحى اليوم واحداً من أكثر المهاجمين خطورة في بلاد الإغريق.
ولد رفيق جبور في مدينة جرينوبل الفرنسية سنة 1984، وتعلم مبادئ الساحرة المستديرة داخل مدرسة نادي أوكسير العريقة، ثم قرر البحث عن الشهرة والتألق على ضفاف بحر إيجة. حيث حط الرحال بداية عند فريق إتنيكوس أستيراس المغمور، وهو واحد من أندية دوري الدرجة الثانية في اليونان، وأضحى بسرعة صانع أفراح جماهيره وهدافه الأول (12 هدفا في 18 مباراة).
وقد تحدث النجم الجزائري عن مسيرته في حوار حصري مع موقع FIFA.com، وقال: "أشعر بالإرتياح في اليونان. لقد وجدت هنا شعباً دافئاً يحترمني، كما عثرت على عشاق حقيقيين للساحرة المستديرة، وهذه أمور كافية لتحميسي. يشبه عشق الجماهير اليونانية في كثير من الأمور عشق الأنصار الجزائريين، لكن لكل واحد خصوصياته."
حلم أصبح حقيقة
وجد جبور ضالته في بلاد الإغريق، وتواصلت أهدافه ونجاحاته، بداية مع كتيبة أتروميتوس أف سي سنة 2006، ثم مع بانيونيوس عام 2007. وقد شارك مع هذا الأخير في مسابقة الدوري الأوروبي UEFA للمرة الأولى، وكان مردوده طيباً طوال الموسم، حيث أحرز 21 هدفاً في 47 مباراة. وجاءت بعدها مرحلة الدفاع عن ألوان أيك أثينا والمنتخب الجزائري، حيث وجهت له دعوة تعزيز كتيبة المدرب جون ميشيل كافالي، وخاض أولى مبارياته مع الفريق الأخضر شهر أغسطس/آب 2007 (ضد البرازيل 0-2).
لم يتخلَّ رفيق جبور عن إحراز الأهداف ولا عن المنتخب الجزائري منذ ذلك الحين، ورغم أنه لم يتمكن من الظفر بالألقاب مع أيك أثينا، إلا أنه تذوق حلاوة النجاحات مع منتخب بلاده. فقد كانت أهدافه حاسمة ضد ليبيريا (3-0) ومصر (3-1) خلال تصفيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA، كما سجل هدف الفوز التاريخي (1-0) في مباراة ودية أمام أوروجواي، صاحب المركز الرابع في مونديال القارة السمراء. وقد استحضر ذكريات تلك المرحلة قائلاً: "لقد كانت فترة زاهية بكل المقاييس، وكانت أمورنا فيها على ما يرام."
http://ar.fifa.com/world-match-centre/news/newsid/152/926/3/index.html